تقييمك

آلام التهاب العصب الخامس من الآلام المزعجة، ففي بعض الأحيان تُشبه الصعقة الكهربية، وفي بعض الأحيان قد تستمر لفترات طويلة، وهناك البعض ممن يعانون من التهاب مزمن في العصب الخامس، وفي بعض الحالات قد لا تُجدي المسكنات نفعاً، ومع التقدم العلمي ظهرت تقنية التردد الحراري، والتي يتم استخدامها لعلاج الآلام المُصاحبة لالتهاب العصب الخامس، فكيف يتم علاج الم العصب الخامس بالتردد الحراري؟ وما هي أهم مميزاته؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ساعد التقدم العلمي والتطور التكنولوجي في إيجاد تقنيات حديثة لعلاج المشكلات المختلفة، ومن بينها التخلص من الألم دون اللجوء لجراحة، مما ساعد في التغلب على الكثير من المخاطر المُرتبطة بهذه العمليات، ومن بين التقنيات الحديثة التي أصبحت تُستخدم بكثرة في علاج الألم هي تقنية التردد الحراري لعلاج الالم.

التهاب العصب الخامس

ما هو التهاب العصب الخامس؟ وما هي أهم أسبابه؟

العصب الخامس ويُعرف بالعصب ثلاثي التوائم أو ( Trigeminal nerve ) وهو أكبر الأعصاب في الوجه، ويعمل على توصيل الإشارات العصبية من الوجه إلى المخ، ويحدث نتيجة ضغط أحد الأوعية الدموية على العصب الخامس، مما يؤدي إلى الشعور بنوبات من الألم تستمر لثوانٍ نتيجة التعرض لبعض المحفزات، وعلى الرغم من أن الألم قد يكون قوياً؛ إلا أن التهاب العصب الخامس لا يُعد من الأمراض الخطيرة، فهو لا يتسبب في حدوث مضاعفات.

ويحدث التهاب العصب الخامس في صورة نوبات قد تستمر لفترات قصيرة وتختفي بعدها، ومن الممكن أن تتكرر نوبات الألم من وقتٍ لآخر، وقد تستمر لفترات طويلة، وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى التهاب العصب الخامس من أهمها:

  1. ضغط أحد الأوعية الدموية على العصب الخامس لفترات طويلة، وهو ما يتسبب في حدوث تلف في غلاف الميلانين الذي يحيط بالعصب ويساعد في حمايته.
  2. قد يكون نتيجة للإصابة ببعض الأمراض مثل التصلب المتعدد، أو وجود ورم يضغط على العصب، أو في بعض حالات السكتة الدماغية، وكذلك بعض الإصابات في الحوادث أو عند إجراء جراحة.

وقد تزيد نوبات التهاب العصب الخامس نتيجة لبعض المؤثرات منها غسيل الأسنان، أو مضغ الطعام، أو لمس الوجه، وأثناء وضع مساحيق التجميل.

كيف يتم تشخيص التهاب العصب الخامس؟

عادةً ما يتم تشخيص التهاب العصب الخامس من خلال الفحص السريري، وتعرف الطبيب على موضع الألم والمحفزات التي تزيد من فرصة التهابه، وأخذ التاريخ المرضي، ومن ثم يتم عمل بعض الأشعة مثل الرنين المغناطيسي على الوجه للتأكد من الإصابة بالتهاب العصب الخامس ومن سبب الإصابة به.

كيف يتم علاج ألم العصب الخامس؟

هناك عدد من الطرق التي تُستخدم في علاج ألم العصب الخامس تختلف من حالة لأخرى، وفيما يلي أهم هذه الطرق:

الأدوية

هناك بعض الأدوية التي تستخدم لتقليل ألم العصب الخامس بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، ومُرخيات العضلات.

العلاج جراحياً

في بعض الحالات المزمنة والتي لا تستجيب للأدوية قد يستخدم الطبيب الخيار الجراحي، للتخفيف من توصيل العصب للألم

علاج الم العصب الخامس بالتردد الحراري

علاج آلام العصب الخامس بالتردد الحراري أحد أحدث الخيارات المُستخدمة في علاج ألم العصب الخامس، وهو من الخيارات الفعالة في التخلص من الألم، ويعتمد علاج الم العصب الخامس بالتردد الحراري على استخدام موجات الراديو والتي تُنتج طاقة حرارية تساعد في إتلاف العصب، مما يقلل من توصيل إشارات الألم إلى المخ، وبالتالي تقليل الشعور بالألم.

ويعد علاج آلام العصب الخامس بالتردد الحراري من التدخلات الجراحية الطفيفة دون توغل، حيث يتم استخدام إبرة صغيرة تعمل على إصدار موجات راديو تزيد من درجة الحرارة في منطقة الألم، مما يعمل على إتلاف الأنسجة المسؤولة عن إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.

خطوات علاج الم العصب الخامس بالتردد الحراري

لا تستغرق عملية التردد الحراري لعلاج العصب الخامس وقتاً طويلاً، وتتم خلال خطوات بسيطة وهي:

  1. يخضع المريض للتخدير الموضعي. 
  2. يتم استخدام إبرة ضغيرة يصل بها الطبيب إلى العصب الخامس. 
  3. يتأكد الطبيب من الوصول للعصب المراد حقنه بإرشاد الأشعة السينية، كما يتم تحفيز العصب للتأكد من وضع الألم. 
  4. عند التأكد من موضع الألم؛ يستخدم الطبيب التردد الحراري حيث يرفع درجة حرارة العصب، ويشعر المريض ببعض الخدر موضع العصب. 

مميزات علاج التهاب العصب الخامس بالتردد الحراري

هناك عدد من المميزات التي جعلت الأطباء والمرضى يلجأون لاستخدام التردد الحراري في علاج ألم العصب الخامس، وفيما يلي أهم مميزات التردد الحراري في علاج آلام العصب الخامس:

  1. يُعطي التردد الحراري نتائج دقيقة في علاج الألم. 
  2. يتم التخلص من الألم لفترات طويلة تمتد لسنوات. 
  3. لا يحتاج الطبيب للتخدير الكُلى، مما يقلل مخاطر استخدامه. 
  4. يمكنك العودة للمنزل في نفس اليوم. 
  5. لا يحتاج وقت طويل للتعافي، ويمكنك ممارسة الأنشطة اليومية بعد العملية.

أما عن الآثار الجانبية لاستخدام التردد الحراري لعلاج آلام العصب الخامس؛ فقد تقتصر على الخدر والتورم الذي لا يستمر لفترات طويلة.

وتختلف مدة علاج العصب الخامس من حالة لأخرى، كما تختلف المدة وفقاً لطريقة العلاج، ففي حال استخدام الأدوية؛ قد تحتاج بعض الحالات لمدة 2-6 أسابيع حتى يحدث إستجابة للأدوية، وقد تحتاج حالات أخرى لفترات أطول تمتد لشهور.

أما في حال استخدام التردد الحراري؛ فإن المريض يشعر بتحسن سريع واستجابة للعلاج، فمن مميزات التردد الحراري قي علاج أنواع الألم المختلفة ولا سيما التهاب العصب الخامس أنه يساعد المريض في التخلص السريع من الألم.

تجربتي مع علاج ألم العصب الخامس بالتردد الحراري

تقول إحدى المرضى كانت تجربتي مع العصب الخامس صعبة للغاية، فقد كانت تتعرض لنوبات من الألم في الوجه، في البداية لم تكن هذه النوبات تستمر لفترات طويلة، وكانت تستجيب لبعض الأدوية.

لكن بمرور الوقت أصبحت النوبات تستمر لفترات أطول، وقد نصحها الطبيب بالتردد الحراري للتخلص نهائياً من الألم دون استخدام أدوية، وبالفعل خضعت للعملية والتي لم تستمر لفترة طويلة، وبعدها شعرت بتحسن كبير في الألم.

الدكتور محمد السعيد استشاري علاج الألم

الدكتور محمد السعيد مدرس واستشاري علاج الألم التداخلي وآلام العمود الفقري بجامعة القاهرة، وعضو الجمعية المصرية لعلاج الألم المزمن، افضل دكتور علاج الألم في مصر، حاصل على الدكتوراة في علاج الألم، ولديه خبرة كبيرة تمتد لسنوات في علاج أنواع الألم المختلفة باستخدام أحدث التقنيات.