تقييمك

يُشبه البعض الم العصب الخامس بـ الصعقة أو الصدمة الكهربية التي تضرب أجزاء معينة من الوجه على هيئة نوبات تستمر كل نوبة لثوانٍ ثم تختفي، وتزيد هذه النوبات عند التعرض لبعض المثيرات مثل الهواء البارد أو الطعام والشراب وغيرها، فما هو التهاب العصب الخامس؟ وما هي أشهر أسباب الإصابة به؟ وكيف يتم علاجه؟ سنتعرف على هذه المعلومات وأكثر خلال هذا المقال.

يُصنف الم العصب الخامس بأنه من الآلام الشديدة والتي تضرب أحد جانبي الوجه، لكنها رغم شدة الألم فلا يتم تصنيفه أنه مرض خطير، ولأن الشعور بالألم من الأمور المُزعجة؛ فيبحث الكثيرون عن طرق لعلاجه والتخلص من هذا الألم المزعج.

التهاب العصب الخامس وأسبابه

العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم هو أحد أكبر الأعصاب الموجودة في الوجه، ويعمل على توصيل الإشارات العصبية بين الأجزاء المختلفة في الوجه والدماغ، ويحدث التهاب العصب الخامس والذي يُعرف بـ Trigeminal neuralgia نتيجة لضغط بعض الأوعية الدموية على العصب، مما يتسبب في الشعور بالألم، والذي قد يكون مزمناً في بعض الأحيان يتكرر بين الحين والآخر.

بالإضافة إلى ضغط بعض الأوعية الدموية على العصب ثلاثي التوائم وهو أحد الأسباب الرئيسية في الشعور بالم العصب الخامس؛ فإن هناك بعض الحالات التي تزيد فيها التهاب العصب الخامس منها حالات التصلب المتعدد، أو نتيجة الإصابة بورم، أو في بعض حالات السكتات الدماغية، وإصابات الوجه.

ما هي أهم المحفزات التي تزيد من الم العصب الخامس؟

هناك بعض المحفزات التي تزيد من فُرص الشعور بألم العصب الخامس وتكرارها من بينها:

  1. لمس الوجه أثناء غسله أو وضع مساحيق التجميل. 
  2. التعرض لنسمات الهواء الباردة. 
  3. أثناء غسل الأسنان. 
  4. أثناء تناول الأطعمة والأشربة. 
  5. أثناء الحلاقة. 
  6. أثناء التحدث أو الابتسام. 

أعراض الإصابة بالتهاب العصب الخامس ومضاعفاتها

عند إصابتك بالتهاب العصب الخامس قد تظهر بعض الأعراض التي تتمثل في:

  1. نوبات ألم تستمر لثواني ثم تختفي، يزيد الألم عند المضغ أو لمس الوجه أو الابتسام. 
  2. تتكرر النوبات لعدة أيام أو لعدة شهور وقد تمر فترات طويلة دون الشعور بها. 
  3. قد يُصاحب الألم تشنجات في عضلات الوجه. 
  4. يضرب الألم جهة واحدة من الوجه تشمل الخد والفك والأسنان، واللثة والشفاه. 
  5. تزداد حدة الألم بمرور الوقت.

أما عن مضاعفات التهاب العصب الخامس قد تشمل:

  1. حدوث مشكلات في الإبصار مثل الرؤية المزدوجة. 
  2. ضعف الفك وعدم القدرة على المضغ بصورة جيدة. 
  3. الشعور بخدر في الجزء المصاب.

علاج الم العصب الخامس

يتضمن علاج التهاب العصب ثلاثي التوائم عدة طرق منها الأدوية وبعض التدخلات الجراحية وغير الجراحية لعلاج الألم، وفيما يلي أهم الطرق المُستخدمة في علاج التهاب العصب الخامس:

علاج التهاب العصب الخامس بالأدوية: يستخدم الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تقليل الأعراض المصاحبة لنوبات الالتهاب، ومن الأدوية المستخدمة:

  • الأدوية المُضادة للتشنجات: مثل التجريتول ويصفها الطبيب بجرعات مناسبة، وبمرور الوقت قد تحتاج لتغيير الجرعات أو قد يلجأ لاستخدام نوع آخر من العلاج. 

الأدوية الباسطة للعضلات: في حال لم تُجدي مضادات التشنجات نفعاً قد يستخدم الطبيب بعض الأدوية الباسطة للعضلات أيضاً.

وتختلف الاستجابة الكاملة للأدوية من شخص لآخر لذا قد تستغرق مدة علاج العصب الخامس ما بين 5-12 شهراً، حتى تظهر نتائج استخدام الأدوية.

علاج العصب الخامس بالحقن

قد يستخدم الحقن أيضاً لتخفيف آلام التهاب العصب الخامس، وفيما يلي أهم طرق الحقن المُستخدمة:

  • البوتكس لعلاج العصب الخامس: تُستخدم حقن البوتكس لحقن لتخفيف آلام العصب الخامس لمن لا يستجيبون لاستخدام الأدوية، وقد أثبتت حقن البوتكس لهذا الغرض فاعليتها، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدراسات. 

حقن الجليسرول لعلاج ألم العصب الخامس: في هذه الطريقة يُدخل الطبيب إبرة صغيرة من خلال الجمجمة إلى العصب ثلاثي التوائم، ويتم حقن كمية قليلة من مادة الجليسرول، تعمل هذه المادة على إتلاف العصب، ويمنع انتقال الإشارات العصبية الخاصة بالألم من خلاله.

علاج العصب الخامس بالتردد الحراري

يُستخدم التردد الحراري لعلاج الالم بأنواعه المختلفة ولا سيما ألم العصب الخامس، وهو من أحدث التقنيات المُستخدمة لعلاج الألم، والتي ساعدت في تقليل استخدام الأدوية المسكنة للألم بصورة كبيرة، ويعطي التردد الحراري نتائج سريعة وفعالة مما جعله الطريقة الأفضل للكثير من الأطباء والمرضى على حدٍ سواء.

ويتم علاج الم العصب الخامس بالتردد الحراري خلال جلسة واحدة، يقوم فيها الطبيب بإدخال إبرة صغيرة إلى موضع الألم بإرشاد جهاز السونار، وعند التأكد من ذلك يتم تشغيل جهاز موجات الراديو الذي يساعد في إنتاج طاقة حرارية، تعمل هذه الطاقة على إتلاف جذور العصب الخامس التي توصل الإشارات الخاصة بالشعور بالألم إلى الدماغ.

وهناك عدد من المميزات لاستخدام التردد الحراري في علاج آلام العصب الخامس من أهمها:

  1. تقنية آمنة لا تسبب آثار جانبية وليس لها مخاطر مثل العمليات الجراحية. 
  2. فعالة في علاج الألم ونتائجها تدوم لفترات طويلة. 
  3. تتم العملية بأكملها في وقت قصير يمكنك العودة بعدها للبيت. 
  4. لا تحتاج لوقت طويل للتعافي؛ فيمكنك ممارسة حياتك اليومية بصورة طبيعية بعد العملية. 

تجربتي مع علاج العصب الخامس بالتردد الحراري

تقول دنيا 45 عاماً كانت تجربتي مع العصب الخامس مؤلمة للغاية، كانت نوبات الألم شديدة تُشبة الضربة الكهربية التي تسير في منتصف الوجه وتستمر لثواني، وفي البداية كانت الأدوية تخفف من حدة الألم، لكن بمرور الوقت لم تعد الأدوية تجدي نفعاً، مع زيادة تكرار نوبات الألم وزيادة حدتها، وقد ساعد استخدام التردد الحراري في التخلص من الألم بصورة كبيرة، فقد أحست بالفارق بعد العملية مباشرةً.

الدكتور محمد السعيد استشاري علاج الألم التداخلي

الدكتور محمد السعيد استشاري علاج الألم التداخلي وآلام العمود الفقري، ومدرس علاج الألم بجامعة القاهرة وافضل دكتور علاج الألم في مصر، تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة، وتخصص في علاج الألم حيث نال شهادتي الماجستير والدكتوراه، وقد ساعد عدد كبير من المرضى من التخلص من معاناتهم مع الألم حيث اكتسب الخبرة خلال عمله في هذا المجال لسنوات.